قصة جفرا

جفرا ويــا هالـربع و تــــقول اســــــتنوني
ما بنـــسى قــــطاف الــــشجر و قطـــــاف زيتــــــوني

من هي جفرا التي تغنّى بها الشعراء؟


جفرا التي اختزلت معاني الوطن واللجوء والحب والألم في راحتها… تغنّت بها حروف الشعراء والزجّالين. جفرا لم يكن اسماً بطبيعة الحال، وإنما لقب أطلقه الشاعر أحمد عبد العزيز الحسن على ابنة عمه رفيقة بنت نايف الحسن تشبيها لها بابنة الشاة الممتلئة الجسم. جفرا ابنة قضاء عكا، وحيدة أهلها، كانت فائقة الجمال، ذات ملامح ناعمة، و شعر أحمر. وكان أحمد عزيز ابن عمها يحترف قول العتابا والزجل ،تقدم لخطبتها وتمت الموافقة وتزوجا وهي في سن السادسة عشر، ولم يستمر زواجهما سوى أسبوع واحد، ولم يكن الطلاق أمراً سهلاً، فقد قامت بالهروب، وهو قام بملاحقتها، وتمت محاولات لإرجاع جفرا لبيت زوجها إلا أنها رفضت ذلك.

بعد ذلك بفترة تزوجت جفرا من ابن خالتها، وعندما قطع “أحمد عزيز ” أي أمل في رجوع جفرا إليه شعر بمرارة شديدة؛ لحبه الشديد لها. ولما كانت جفرا تخرج مع أهالي القرية متوجهة للعين، كان يقول فيها شعراً كلما رآها وهي في طريقها للسقاية حاملة جرة من فخار.

جفرا يا هالربع بين البساتين مجروح جرح الهوى يا من يداويني
هي يا حاملة الجرة ميلي و استقيني بلكن يطيب الجرح ع يد البنية

وقد لقب الشاعر نفسه بـ”راعي الجفرا”، وذكر الشاعر عز الدين مناصرة بأن الأغنية ولدت حوالي عام 1939، وأصبحت نمطاً غنائياً مستقلاً في الأربعينات، وانتشرت في كافة أنحاء فلسطين، ثم وصلت بعد عام 1948 إلى الأردن ولبنان وسوريا.